تأملات في الفكر اليوناني

المشرف: إبراهيم مصيري

أضف رد جديد
ممدوح أبو الغيط
مشاركات: 1
اشترك في: الأحد أغسطس 29, 2021 12:35 pm

تأملات في الفكر اليوناني

مشاركة بواسطة ممدوح أبو الغيط »

تأملات في الفكر التربوي اليوناني
قصة موت علم الفكر التربوي اليوناني
سقراط
أستاذ أفلاطون

لقد حملت قصة موت سقراط في طيّاتها كثيرًا من العبر والمواقف المؤثّرة التي استحقّت التخليد في ثنايا الكتب والأفكار، لقد شغلت قصة موته الفكر اليوناني والأوروبي بل والعالم كله .
سقراط يدعو قومه للهدى :
لقد كان سقراط يعتقد في قرارة نفسه أنّه على حق يخالف ما عليه قومه فسعى لدعوة الناس لترك ما هم عليه من باطل ، فكان يصدع بآرائه أمام الناس ويناقش دعاة الحكمة ويعرّيهم ويثبت للناس أنّهم ليسوا بحكماء وإنّما هم أدعياء للحكمة لا أكثر، فنقم عليه عالية القوم بعدما رأوا الشبان ينصرفون من حولهم ويتحلّقون حول سقراط، وكان كثير منهم ممّن لهم صلات برجالات الدولة والمجتمع الذي يحكم أثينا آنذاك. كما كان سقراط ينتقد نظام حكمهم في ذلك الوقت في أثينا، ويهاجمه هجومًا عنيفًا ، فنقموا عليه وحاربوه، فتقدم ثلاثة من أعداء سقراط بدعوى ضده للمحكمة.

محاكمة سقراط . وما التهمة التي وجهت لسقراط؟
لقد تقدّم بدعوى للمحكمة ثلاثة من أعداء سقراط وهؤلاء الثلاثة كانوا واجهة لعالية القوم وحكامهم فتقدموا بتهم شتى من مثل : أنّ سقراط يزعزع استقرار المجتمع وأنّه يسخر من العادات والأعراف والقوانين.
سقراط يمتثل أمام القضاء :
وكان المعروف حينها أن يقف المتهم أمام القضاة خانعًا ذليلًا يطلب العفو والرحمة، وقد يُحْضِرُ زوجته وأبناءه ليثير شفقة القاضي عليه، ولكنّ سقراط لم يفعل ذلك، بل وقف ودافع عن نفسه وعندما رأى القضاة أنّ سقراط لم يتذلّل بل وقف ودافع عن نفسه بكل جرأة، صار عندهم قناعة أنّ سقراط هذا كما قيل عنه يهاجم العادات والأعراف لأنّه لم يفعل ما فعله غيره من خضوع وتذلّل، وفوق ذلك لم ينفِ سقراط التهم الموجهة إليه، بل صار يهاجم القضاة ويسخر منهم ويشفق على جهلهم، فطلب أعداء سقراط أن يُعدم .
معاقبة سقراط بالإعدام :
كانت العادة أنّه إن ثبتت التهمة على المتهم فإنّه يجب أن يقترح عقوبة ويقترح خصومه عقوبة والقضاء يختار منها، فلمّا طلبوا من سقراط أن يختار عقوبة سخر منهم، فحكموا عليه بالإعدام بأن يحتسي السم .
وحكم على سقراط بالموت بتناول السم، وبقي في السجن مدة من الزمن .
تلامذة سقراط :
وقد حاول تلامذته -كما يروي تلميذه أفلاطون- أن يقنعوه بأن يهرب من السجن كما هرب حكيم آخر من قبل، ولكنّه رفض الفكرة وبقي في محبسه وأبعد نساءه وأبناءه عن السجن لئلّا يجزعوا ويحدثوا جلبة، فجاءه الحارس بقدح من السم وشربه سقراط، وبعد مدة من الزمن لم يعد يشعر بأجزاء جسمه شيئًا فشيئًا حتى مات.
( لقد تأثر أفلاطون بأفكار أستاذه سقراط كما تأثر بموته الظالم )

أضف رد جديد

العودة إلى ”الفكر التربوي في الإسلام“